مهمة المتحف و أهدافه

يهدف كل متحف, عموما, إلى حماية التراث و الأعمال الفنية ذات القيمة التراثية. لكن سياسة المتاحف تهتم أيضا بإثراء هذا التراث و التعريف به في إطار ثقافي يتأقلم مع حاجيات و متطلبات المجتمع. لذلك عملت المؤسسة المتحفية دائما على النجاح في مهمتها الأولى ألا وهي المحافظة على المجموعات الفنية ذات القيمة المرتقية إلى مستوى المصلحة العامة و ذلك في إطار مهمة سامية كخدمة عامة أو كقطاع عام على الأقل. فالهدف الأسمى هو توصيل المعلومة إلى الجمهور الكبير    و تحقيق العدالة في حق الجميع في التربية و الثقافة, كما يوضح ذلك أ.مالرو في كتابه "المتحف الخيالي" : “دور المتاحف كبير في رسم علاقتنا مع التحف الفنية إلى درجة أننا نتصور بصعوبة أنها لم تكن أو أنها لم تكن لتوجد   ”

 

مشروع إعادة تهيئته متحف باردو, أول متحف وطني يعمل منذ أكثر من قرن, يرمي إلى جعله قطبا هاما لتنمية ثقافية ذات جودة عالمية. بعد مضاعفة مساحاته وإعادة توزيع مجموعاته الفنية بعرضها بطرق علمية مناسبة أكثر رونقا و بيداغوجية, يمكن المتحف اليوم أي زائر, مهما كان مستواه الثقافي و مهما كان عمره, من التمتع بمختلف القطع المعروضة و فهمها على أحسن وجه, مما يمكنه من الشعور بقيمتها و الافتخار بانتمائه إليها.

 

وهنا تبرز أهمية الأنشطة التربوية و الورش التي تم إدماجها في البرنامج الجديد لمتحف باردو الذي يمثل تحقيقا لعدد من الغايات نذكر منها أساسا :

- ضمان نشاط متواصل لتوفير المعلومة الصحيحة والمكتملة حول تاريخ البلاد و تراثها, لإرساء التواصل و بناء علاقة مباشرة مع هذه الثقافة و ذلك من خلال العروض المختلفة القارة منها و المؤقتة.

- إحداث موقع مرجعي ورسمي لاحتضان اللقاءات الثقافية والفنية و كذلك إمكانية اختبار العمل التطبيقي في إطار ورش المتحف.

- تحسيس الشباب وتحفيز اهتمامهم بالتراث وثرواته وذلك من خلال إرساء تقاليد لمقاربات تحليلية للمعروضات    و الإعداد لأنشطة مختلفة تساهم في الدعوة المتواصلة لزيارة المتحف كالندوات و النقاشات العامة و اللقاءات مع الطاقم الفني و التقني.