متحف كل البلاد التونسية

ضمن هذا الإطار, أصبح المتحف العلوي مركز مسار أثري دائري يضم جملة من المواقع الثقافية المهيأة (قرطاج, دقة, تيبوربو ماجوس, المسرح الأثري بالجم, سبيطلة). وهو ما أعطاه شهرة عالمية تعتمد على ثراء مجموعاته و خاصة منها تلك التي تجمع فسيفساء رومانية افريقية.

بعد رحيل المحافظ الثاني للمتحف "ايميل بريشو" (1928- 1948) قرر تغيير خاصية شخصية المحافظ . و قد خلفه "بيار كونيام" (1948- 1945) العضو القديم للمدرسة الفرنسية بروما و الذي اختير لامتيازاته كباحث ليصبح المسئول العلمي للمتحف و يسانده في مهامه متصرف إداري. و قد كان وراء المشاريع المتعلقة بالجناح المسيحي الثاني و الذي تم إرساءه داخل إسطبلات القصر القديم و كذلك مشروع قاعة " أشولا" التي تمت تهيئتها بعد استقلال البلاد التونسية سنة 1956.

في فترة ما بعد الحرب أنشأت متاحف جهوية و تذكر منها خاصة متحف "صفاقس" و متحف "سوسة", و كذلك بعض المنتزهات الأثرية مثل حمامات "أنتونان" بقرطاج و التي حولت بأمر قانوني إلى ملحقات للمتحف العلوي تسهيلا لمهمة المحافظة على القطع الأثرية و التصرف بها. و قد نشرت عبر العالم مفكرات تجمع بطاقات بريدية تصور مجموعات المتحف و مدى ثرائه فنيا و ثقافيا. و قد تواصلت هذه العملية الإعلامية بعد استقلال البلاد لكونها حازت استحسان الجمهور.